اسم الكتاب

شخصيات قرآنية دروس وعبر

القسم

التربية والتعليم

عن الكتاب

مقدمة كتاب: شخصيات قرآنية.. دروس وعبر
الحمد لله الذي أنزل الكتاب تبيانًا لكل شيء، وهدىً ورحمة للمؤمنين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد..
فإن القرآن الكريم هو المنهج الأقوم، والدستور الأكمل، الذي أودع فيه الله -عز وجل- حكمته البالغة، وآياته البينات. ومن أعظم ما اشتمل عليه هذا الكتاب العزيز: سِيَرُ الأمم الماضية، وقصص الشخصيات التي مرت بامتحانات الوجود، ومواقف الاختيار بين الإيمان والكفر، والهدى والضلال، والخير والشر. فهي ليست مجرد حوادث تاريخية طواها الزمان، بل هي نماذج حية، تتحرك في مسرح الحياة، تعرض تجاربها ومواقفها لتكون عبرةً لأولي الألباب.
لقد جاءت القصص القرآني لتحقيق مقاصد عظيمة، منها: العبرة والاعتبار، وتثبيت قلب النبي ﷺ والمؤمنين، وكشف سنن الله في خلقه في نصرة أوليائه وهلاك أعدائه، وبيان عدله ورحمته، وإقامة الحجة على المخالفين. ومن هنا، فإن دراسة الشخصيات القرآنية ليست ترفاً فكرياً، ولا غوصاً في الماضي لأجل الماضي، بل هي استخراج للكنوز التربوية، واستنباط للقيم الأخلاقية، واستشفاف للحكمة التشريعية التي أرادها الله -تعالى- من عرض هذه النماذج البشرية على اختلاف أنواعها.
يأتي هذا الكتاب "شخصيات قرآنية.. دروس وعبر" محاولةً متواضعة للوقوف على هذه الشخصيات، بعين الاعتبار، وقلب التدبر، وفكر الاستبصار. فهو لا يقتصر على سرد القصة كما وردت فحسب، بل يحاول أن يغوص في أعماقها، ليستخرج الدروس والعبر التي تصلح أن تكون مناراتٍ نهتدي بها في واقعنا المعاصر، ونبراساً نستضيء به في ظلمات الحياة وتحدياتها.
سنقف في هذا الكتاب -بعون الله- مع نماذج متنوعة:
• شخصيات النور والهداية: كالأنبياء والمرسلين، والصالحين من عباد الله، مثل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومريم ويوسف عليهم السلام، لنستلهم صبرهم وإيمانهم وتضحيتهم.
• شخصيات الظلام والضلال: كإبليس وفرعون وقارون وأبي لهب، لنتعرف على مصادر الغواية، وسمات الطغيان، وعواقب الكفر والاستكبار.
• شخصيات تحولت من الظلام إلى النور: كبلقيس ملكة سبأ، والتي آمنت بسليمان عليه السلام، لنرى كيف ينتقل الإنسان من الضلال إلى الهدى عندما يعرض عن الهوى ويتبع الدليل.
• شخصيات عاشت الصراع بين الحق والباطل في داخلها: كامرأة فرعون وآسية، لنرى نموذج الإيمان في بيئة الكفر، والثبات على المبدأ في أحلك الظروف.
من خلال هذه الدراسة، نسعى لتحقيق جملة من الأهداف، منها:
1. ربط الماضي بالحاضر: بإيضاح أن السنن الإلهية ثابتة، وأن طبائع الناس وأخلاقهم واحدة، عبر الزمان والمكان.
2. الاستفادة التربوية: بتقديم نماذج عملية للتربية الإيمانية والأخلاقية، نتعلم منها الصبر في الشدة، والشكر في النعمة، والثقة بالله في الملمات.
3. بناء الوعي الحضاري: بفهم أسباب صعود الأمم وسقوطها، وعوامل قوتها وضعفها، كما تجلت في قصص الأقوام السابقين.
4. تثبيت القلب وتقوية الإيمان: بتأمل نصر الله لأنبيائه وأوليائه، وهلاك المستكبرين والمكذبين.
إننا إذ نقدم هذا الكتاب، ندرك أن البحر القرآني لا يُستقصى، وأن كل جيل يمكن أن يقرأ هذه القصص فيستنبط منها ما يناسب ظرفه وتحدياته. فهي ليست سرداً تاريخياً مغلقاً، بل هي معين لا ينضب من الدروس والعبر. نسأل الله -تعالى- أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، ونافعاً لعباده، وأن يجعله لبنة في بناء الأمة المعاصرة، لتعود إلى منهج ربها، فتستلهم من ماضيها نوراً لمستقبلها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


كتبه
فضيلة الشيخ : حذيفة بن حسين القحطاني
غفر الله لهُ ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين

صاحب الكتاب

عدد القراء

1

عدد مرات التحميل

التقييم

تاريخ الأضافة

2025-11-1510:33 PM

نوع الملف

application / pdf

حجم الكتاب

946643

التعليقات

{{ comment.created_at }}

{{ whoCommented(comment) }}

{{ comment.comment }}

{{ reply.created_at }}

{{ whoCommented(reply) }}

{{ reply.comment }}

لا توجد تعليقات

Top