الأربعون في فضل الصحابة وخير القرون صورة كتاب

اسم الكتاب

الأربعون في فضل الصحابة وخير القرون

القسم

الركن العام

عن الكتاب

فهذه خصوصية خصَّ الله تعالى بها عصورا ذهبية ثلاثة أخبر عنها النبي ﷺ في مواضع كثيرة مثنيا على أهلها المؤمنين أو واعد لهم بالخيرات والنَّعيم، فبين طيَّات العصور والأزمان ميَّز الله تعالى عصورا ثلاثة بالفضل والخيرية، وهم عصر الرسول ﷺ وصحابته، وعصر التابعين، وعصر تابعيهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "خيرُكم قرني ثم الذينَ يلونَهم ثم الذين يلونهم ثم يخلفُ قومٌ تسبقُ شهاداتُهم أيمانَهم وأيمانُهم شهاداتَهم" فهذه الخيرية على حسب درجاتها ميزة لا يصل إليها أحد من البشر بمجرد عمل يعمله، فمن ميَّزهم الله تعالى بتلك الميزة هم مختارون من أرحام النساء وأظهر الرجال من بين الخلق وبين العصور، ليكون منهم أصحاب لرسول الله ﷺ وليكون منهم تلاميذ لأصحاب رسول الله ﷺ وليكون لهم تلاميذ لأصحاب أصحاب رسول الله ﷺ فطوبى لمن عرف قدرهم وأتَّبعهم وعظَّمهم، فالفرد المؤمن العدل من هذه الأجيال الثلاثة على اختلاف مراتبهم ودرجاتهم بأمَّة ممن هم بعدهم، وهذا مجمع عليه ولا خلاف فيه، فيُستغرب بعدها أن توضع قواعد في علم المصطلح، بأن يكون الحديث الغرب مثلا: هو من رواه فرد في إحدى طبقات السند، فتنظر من هو هذا الفرد فتجده صحابيا أو تابعيا أو تابع التابعي، أفلا يعلم من وضع هذه القواعد أنه توجد قاعدة تنفي كل هذا، وهي: الخيرية تغني عن العددية، وهذا معلوم عند أهل العلم لا خلاف فيه، وعلى هذا فإن كان السند مرويٌّ فُرادى بأن يرويه صحابي واحد ويرويه عنه تابعي واحد وعنه تابع تابعي واحد، فالأصل أنَّ هذه العصور الثلاثة لا يُنظر إلى عدد الرواة فيهم بل يُنظر فيمن بعدهم، بحيث لو كان سند العصور الذهبية واحد عن واحد وروى الحديث في الجيل الرابع اثنين عن اثنين إلى آخره فهو عزيز، أو ثلاثة عن ثلاثة إلى آخره فهو مشهور، أو أربعة عن أربعة إلى آخره فهو مستفيض، أو خمسة عن خمسة إلى آخره فهو متواتر، ولا ينظر إلى عدد العصور الذهبية من الروَّاة والسبب؟ الجواب: أنَّ الخيرية تغني عن العددية، وكنت قد تكلمت على هذا في موسوعتي "الخلاصة في علم الأصول من حد الفقه" (الجزء الثاني، جزء السنَّة باب الحديث المتواتر)، وأوفيت الكلام فيه ولكنِّي أردت أن يستيقن الباحث كلامي، ولهذا رأيت أن أجمع أربعين حديثا في فضل العصور الثلاثة الذهبية، وبه يتيقَّن الباحث أن الخيرية أحسن من العددية، وأنَّ الحكم على السند من جهة العدد على أنَّه غريب أو عزيز أو مشهور أو مستفيض أو متواتر يكون من بعد العصور الذهبيَّة، وما قلته في موسوعتي "الخلاصة" وجمعته في هذه الأربعين ليس بدعة مستحدثة، بل هو الحق لما سنتناوله من فضل هؤلاء القوم وحرصهم على الدين وعلى السنة، وأنَّ العدل منهم بألف ممن هم بعدهم أو أكثر، فمن حرصهم وجهدهم في تدوين السنَّة ما تعجز عنه الأمم ولو اجتمعوا، فقد كان للتابعين دور في بداية التدوين الرسمي للسنة حيث كتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: "انظروا حديث رسول الله ﷺ فاجمعوه"(1).
وروى البخاري(2) أن عُمر بن عبد العزيز كتب إلى (عامله على المدينة) أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت117هـ): "انظر ما كان من الحديث عن رسول الله ﷺ فاكتبه، فإني خفتُ دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث رسول الله ﷺ، وأمره بجمع حديث عمرة(3) (ت78هـ)، وأمر الإمام ابن شهاب الزهري (ت124هـ) بجمع السنن، وكذا كتب إلى القاسم بن محمد بن أبي بكر (ت107هـ)(4).
ويصف الزهري مدى استجابة العلماء لما طلبه الخليفة عمر بن عبد العزيز وثمار جهودهم في تدوين السنة فيقول: "أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفتراً دفتراً، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفتراً"(5).

صاحب الكتاب

عدد القراء

1

عدد مرات التحميل

1

التقييم

تاريخ الأضافة

2022-03-1711:53 PM

نوع الملف

application / pdf

حجم الكتاب

1565141

التعليقات

{{ comment.created_at }}

{{ whoCommented(comment) }}

{{ comment.comment }}

{{ reply.created_at }}

{{ whoCommented(reply) }}

{{ reply.comment }}

لا توجد تعليقات

Top