ضوابط الترجيح بين الأدلة المتعارضة في الفقه الإسلامي

التربية والتعليم

فإن من أبرز القضايا التي شغلت عقول الفقهاء والأصوليين عبر العصور مسألة **التعارض بين الأدلة الشرعية**، إذ قد يبدو للناظر أن نصّين شرعيين اختلفا في الدلالة أو ظاهرهما التعارض، فيقع السؤال: كيف يوجَّه هذا الاختلاف؟ وأيّهما يُقدَّم عند الاستدلال؟
ومن هنا نشأت الحاجة إلى **علم الترجيح**، وهو الميزان الذي يُفصل به بين الأدلة، ويُرتَّب على ضوابط وقواعد تجعل الحكم الشرعي أقرب إلى الحق، وأدنى إلى مقاصد الشريعة. ولولا هذه الضوابط لانغلق باب الاجتهاد، ولأدى اختلاف الأدلة إلى اضطراب الفتوى، ولكن العلماء –بفضل الله– وضعوا مناهج رصينة تضبط العملية وتُبقي الشريعة في حيويتها ومرونتها.
وقد اخترتُ موضوع **ضوابط الترجيح بين الأدلة المتعارضة في الفقه الإسلامي** ليكون محور هذا الكتاب، رغبة في إبراز القواعد المقرَّرة عند أهل العلم، وجمعها في بناء منهجي واضح يسهُل على طالب العلم والباحث الرجوع إليه. فالغاية ليست مجرد عرض الخلاف، وإنما إيضاح الأسس التي سار عليها الأئمة في الموازنة بين النصوص، بما يكفل فهم النصوص في ضوء مقاصدها وأصولها.
وسيجد القارئ في هذا الكتاب دراسةً مركّزةً تبدأ بمدخل لتعريف التعارض والترجيح، ثم عرضاً لأهم الضوابط المتعلقة بالسند والمتن والواقع والقواعد الأصولية، مع خاتمة تلخص النتائج وتقدم توصيات للباحثين.
أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به كل مشتغل بالفقه والأصول، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.


كتبه
فضيلة الشيخ : حذيفة بن حسين القحطاني
غفر الله لهُ ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

1

2025-10-052:51 AM

application / pdf

756992

التعليقات