صناعة الإسناد

التربية والتعليم

فإن الإسناد هو السِّمة الفريدة التي امتازت بها هذه الأمة، وهو القلب النابض لحفظ تراثها النبوي الشريف. لقد حوّل الإسنادُ الروايةَ من مجرد نقل عابر إلى علم دقيق، له قواعده الرصينة ومناهجه المحكمة، فكان حصناً منيعاً يصون الحديث النبوي من التحريف أو الدس أو الوضع.
لقد نشأ علم الإسناد كضرورة تاريخية وإيمانية لمواجهة التحديات التي ظهرت مع توسع رقعة الدولة الإسلامية واختلاط الثقافات، فكان المنهج الذي ابتكره المحدثون – برواية الحديث بسلسلة متصلة من الرجال المعروفين – إنجازاً منهجياً سبق به العالم قروناً في نقد النصوص وتوثيقها.
يهدف هذا الكتاب إلى كشف اللثام عن هذا العلم الجليل، بوصفه صناعةً دقيقة تجمع بين القواعد المنطقية والأدوات النقدية والأخلاق العلمية. فهو ليس مجرد تتبع لأسماء الرواة فحسب، بل هو عملية شاملة للتحقق تضم:
• فحص اتصال السند وانقطاعه.
• دراسة أحوال الرواة من حيث العدالة والضبط.
• تحليل مخارج الحديث ومتونها.
• موازنة الروايات بعضها ببعض.
سيأخذنا هذا الكتاب في رحلة منهجية نعيش فيها مع قواعد التعديل والتجريح، وندرس مناهج التحقيق الحديثي، ونتعرف على مراحل تطور علم الإسناد وأعلامه الأفذاذ، من الأئمة الكبار مثل البخاري ومسلم إلى شروح واختصارات المتأخرين.
كما سنتناول التحديات المعاصرة في دراسة الأسانيد، وكيف يمكن الاستفادة من المناهج النقدية الحديثة مع الحفاظ على الأصالة العلمية لعلمائنا القدامى.
إن هذا الجهد المتواضع محاولة لإعادة تقديم هذا العلم العظيم بلغة عصرية واضحة، مع الحفاظ على روحه وأصالته، سائلين المولى عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، ونافعاً لطلبته، وسداً في ثغرة من ثغرات البحث العلمي التراثي.
والله نسأل أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كتبه
فضيلة الشيخ : حذيفة بن حسين القحطاني
غفر الله لهُ ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين

محبي الشيخ حذيفة القحطاني

1

1

أمس11:33 PM

application / pdf

2157651

التعليقات