اسم الكتاب

التفسير بالرأي ضوابطه وأقسامه

القسم

التربية والتعليم

عن الكتاب

المقدمة
الحمد لله الذي أنزل الكتاب تبيانًا لكل شيء، وجعله هدىً ورحمة للمؤمنين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ، الذي أُرسل مبلغًا ومفسرًا لكتاب ربه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فإن كتاب الله تعالى هو النور المبين، والصراط المستقيم، الذي لا تنقضي عجائبه ولا تشبع منه العلماء. وقد تولى الله حفظه وبيانه، فحفظه في الصدور والسطور، وبيَّنه عبر وسيلتين رئيسيتين: التفسير بالمأثور، وهو ما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، والتفسير بالرأي، وهو ما يستند إلى اجتهاد العلماء وفهمهم اللغوي والعقلي.
ولم يكن "التفسير بالرأي" يومًا موضع نزاع في جوهره، فقد حث القرآن على التدبر وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاجتهاد، ولكن الخلاف دار دائمًا حول ضوابطه وشروطه، فمتى يكون هذا الرأي مقبولاً مرضيًّا، ومتى يكون مردودًا مذمومًا؟
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب: "التفسير بالرأي: ضوابطه وأقسامه".
يهدف هذا الكتاب إلى وضع القارئ الكريم على عتبة هذا العلم الشائق، بتقديم تصور واضح ومحدد عن:
• حقيقة التفسير بالرأي: تعريفه، وحكمه، وأدلة مشروعيته من الكتاب والسنة.
• أقسامه وتفصيلاته: حيث نفرق بين التفسير بالرأي المحمود (الاجتهاد المقيد بالأصول) والتفسير بالرأي المذموم (الاجتهاد بالهوى بغير علم).
• ضوابطه وشروطه: وهي الجدار الذي يحمي العالم من الزلل، كالالتزام بلغة العرب، ومراعاة السياق، وعدم مخالفة النصوص القطعية، وفهم مقاصد الشريعة.
• نماذج تطبيقية: نستعرض فيها أمثلة رائعة للتفسير الرأي المحمود من خلال كبار المفسرين، كما نناقش أمثلة للتفسير المذموم لنتعلم من أخطاء السابقين.
إن هذا الكتاب محاولة لتسليط الضوء على منهجية علمية رصينة، تحفظ لعلم التفسير هيبته، وتفتح للعقل المجتهد باب الاجتهاد في فهم كلام الله تعالى ضمن أطرٍ تضمن سلامة المسار وصحة النتائج.
نسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يجعل عملي خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله لبنة في صرح خدمة كتابه العزيز. وهو حسبنا ونعم الوكيل.

كتبه
فضيلة الشيخ : حذيفة بن حسين القحطاني
غفر الله لهُ ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين